التهاب القزحية: كل ما تحتاج معرفته لحماية عينيك
التهاب القزحية هو أحد الاضطرابات العينية التي قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكنه في الواقع حالة تحتاج إلى الانتباه والعناية الفورية.
يصيب هذا الالتهاب الجزء الملوّن من العين المعروف بالقزحية، وقد يؤثر بشكل مباشر على الرؤية إذا لم يُتعامل معه بشكل صحيح.
ففي هذا المقال سنستعرض معًا كل ما يتعلق بالتهاب القزحيه: أسبابه، وأعراضه، وطرق تشخيصه، والعوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة به، إضافة إلى المضاعفات المحتملة إذا تم تجاهله.
هدفنا هو تقديم معلومات شاملة تساعدك على فهم هذه الحالة بشكل أفضل واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة.
ما هو التهاب القزحية؟
التهاب القزحيه بالإنجليزية (Iritis) هو حالة طبية تصف الالتهاب الذي يصيب القزحية، وهي الجزء الملوّن من العين المحيط بالحدقة. تلعب القزحية دورًا أساسيًا في التحكم في كمية الضوء الداخل إلى العين من خلال توسيع أو تضييق الحدقة.
عندما تلتهب القزحية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى احمرار العين، وألم، وحساسية شديدة للضوء، وقد يؤثر على الرؤية إذا لم يُعالج بشكل مناسب.
التهاب القزحية يمكن أن يكون حادًا يظهر فجأة ويستمر لفترة قصيرة، أو مزمنًا يدوم لفترات طويلة ويحتاج إلى متابعة مستمرة.
أسباب التهاب القزحية
تتنوع أسباب التهاب القزحيه بين الأمراض المناعية، والعدوى، والإصابات المباشرة للعين، ومن أبرزها:
1. أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والصدفية، والتهاب الأمعاء المزمن؛ حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم بما فيها خلايا العين.
2. العدوى: فبعض العدوى البكتيرية أو الفيروسية، مثل الهربس أو السل، يمكن أن تسبب التهاب القزحية.
3. الإصابات العينية: فالصدمات المباشرة أو الجروح التي تصيب العين قد تؤدي إلى الالتهاب.
4. الأمراض العامة: فبعض الأمراض المزمنة مثل السكري أو أمراض القلب قد تزيد من خطر التهاب القزحية.
5. الأسباب الوراثية: إذ إن هناك بعض الجينات المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بالتهاب القزحيه ، مثل HLA-B27.
أعراض وعلامات التهاب القزحية
قد تختلف الأعراض حسب شدة الالتهاب، لكنها غالبًا تشمل:
● احمرار العين، ويظهر عادة حول الحدقة وليس كامل العين.
● ألم العين، غالبًا شعور حارق أو ثاقب داخل العين.
● حساسية شديدة للضوء (Photophobia): صعوبة النظر إلى الضوء القوي.
● تغيّر الرؤية: فقد تشمل الرؤية الضبابية أو ظهور هالات حول الأضواء.
● تضييق أو اتساع الحدقة بشكل غير طبيعي بسبب تأثر العضلات داخل القزحية.
● الصداع أو الألم حول العين في بعض الحالات.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب القزحية
هناك عدة عوامل قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالتهاب القزحيه ، ومنها:
1. الأمراض المناعية: فالأشخاص المصابون بأمراض مناعية يكونون أكثر عرضة.
2. التاريخ العائلي: وجود أقارب سبق لهم الإصابة بالتهاب القزحية.
3. العمر والجنس: غالبًا ما يصيب البالغين من 20 إلى 60 سنة، وقد يكون أكثر شيوعًا عند النساء في بعض الأنواع.
4. الإصابات العينية السابقة: أي صدمة سابقة للعين تزيد من احتمال الالتهاب.
تشخيص التهاب القزحيه
يتم تشخيص التهاب القزحية عادة من خلال الفحص السريري للعين، وقد يشمل:
1. فحص العين بالمصباح الشِّقي، حيث يستخدم طبيب العيون ميكروسكوبًا لفحص القزحية والحدقة.
2. اختبارات الدم لتحديد وجود أمراض مناعية أو التهابات معدية.
3. تصوير العين لتقييم الضرر أو الالتهاب العميق عند الحاجة.
4. ص الضغط داخل العين لتجنّب مضاعفات مثل الزرق (الجلوكوما) الناتج عن التهاب القزحيه.
عوامل تزيد فرصة التهاب القزحية
هناك بعض العوامل التي تزيد من شدة أو تكرار التهاب القزحية، مثل:
● الإصابة بأمراض مزمنة مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
● العمر: قد يكون كبار السن أكثر عرضة للالتهابات المزمنة.
● التدخين أو التعرّض للملوثات التي تؤثر في الجهاز المناعي للعين.
● إهمال العلاج المبكر: عدم معالجة الالتهاب في المراحل المبكرة يزيد من شدة الحالة.
مضاعفات التهاب القزحية
في حال تُرك التهاب القزحية دون علاج مناسب، قد تظهر مضاعفات خطيرة تؤثر على الرؤية، وتشمل:
1. المياه البيضاء (Cataract): تعكّر عدسة العين نتيجة الالتهاب أو العلاج بالكورتيزون.
2. ارتفاع ضغط العين (Glaucoma): بسبب انسداد تصريف السائل داخل العين.
3. التصاقات القزحية (Synechiae): التصاق القزحية بالعدسة أو القرنية، مما يؤثر على حركة الحدقة.
4. فقدان الرؤية المؤقت أو الدائم في الحالات الشديدة أو المزمنة.
5. التهاب الشبكية أو العصب البصري: وهو نادر لكنه خطير ويحتاج إلى تدخل عاجل.
علاج التهاب القزحية في المنزل
التهاب القزحية من الأمراض العينية التي تتطلب عناية دقيقة، لكن يمكن لبعض الإجراءات المنزلية أن تساعد في تخفيف الأعراض وتسريع التعافي، مع ضرورة استشارة أحد أطباء مستشفى السقّاف قبل أي علاج منزلي. ومن أهم طرق العلاج في المنزل:
1. الراحة وتقليل إجهاد العين: تجنّب التعرض الطويل للشاشات أو القراءة تحت إضاءة ضعيفة.
2. كمّادات دافئة أو باردة: تساعد الدافئة على تقليل الألم وتحسين تدفق الدم، وتساعد الباردة على تهدئة التهيّج.
3. الإضاءة المناسبة: ارتداء نظارات شمسية داخلية أو خارجية لتجنّب الحساسية للضوء.
4. تجنّب العدسات اللاصقة: إذ قد تزيد العدسات اللاصقة الالتهاب سوءًا أثناء فترة العلاج.
5. الترطيب بالدموع الصناعية: قطرات الترطيب بدون وصفة طبية تساعد على تخفيف الجفاف والحكّة.
تنبيه: العلاج المنزلي لا يغني عن مراجعة طبيب العيون المختص، خاصة إذا كانت الأعراض شديدة أو مصاحبة لتغيّر في الرؤية.
أسباب تكرار التهاب القزحية
قد يتكرر التهاب القزحية لأسباب صحية وبيئية عدة، منها:
1. الأمراض المناعية: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة، حيث يهاجم جهاز المناعة أنسجة العين مسببًا الالتهاب المتكرر.
2. العدوى المتكررة: سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو فطرية.
3. إصابات العين أو العمليات الجراحية السابقة: قد تجعل القزحية أكثر عرضة للالتهاب.
4. الإجهاد والتوتر: قد يضعفان جهاز المناعة ويزيدان فرصة الالتهاب المتكرر.
5. أسباب وراثية: بعض الأشخاص لديهم قابلية وراثية أكبر للإصابة بالتهاب القزحية.
مدة علاج التهاب القزحية
تختلف مدة علاج التهاب القزحية حسب شدة الحالة ونوع الالتهاب، وتشمل:
● الالتهاب الحاد: غالبًا ما يستجيب للعلاج خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع باستخدام قطرات الكورتيزون أو أدوية مضادّة للالتهاب.
● الالتهاب المزمن أو المتكرر: قد يستمر العلاج لعدة أشهر، خاصة إذا كان الالتهاب مرتبطًا بأمراض مناعية أو التهابات متكررة.
● متابعة الطبيب مهمة: يجب عدم التوقف عن العلاج قبل استشارة الطبيب، حتى لو شعرت بتحسّن؛ لأن التوقف المبكر قد يؤدي إلى عودة الالتهاب.
هل التهاب القزحية خطير؟
نعم، قد يكون التهاب القزحية خطيرًا إذا لم يُعالج بشكل صحيح. تشمل المضاعفات المحتملة:
1. زيادة ضغط العين: ما قد يؤدي إلى الجلوكوما (المياه الزرقاء).
2. إعتام عدسة العين (Cataract): خاصة مع الالتهاب المزمن أو استخدام الكورتيزون لفترات طويلة.
3. تلف الشبكية: في الحالات الشديدة التي تمتد إلى الأجزاء الداخلية للعين.
4. فقدان الرؤية الجزئي أو الكلي: إذا تُرك الالتهاب دون علاج.
لذلك يجب مراجعة طبيب العيون فور ظهور أي أعراض مثل ألم شديد، أو احمرار، أو ضبابية الرؤية.
قرحة القرنية (التهاب القرنية)
قرحة القرنية هي التهاب يصيب القرنية، ويمكن أن يكون بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، أو نتيجة إصابة العين.
أعراضها تشمل:
● ألم شديد في العين
● حساسية للضوء
● احمرار العين
● إفرازات دمعية أو قيحية
● ضعف أو ضبابية الرؤية
طرق علاج التهاب القزحية
● استخدام المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات حسب نوع العدوى (إذا وُجدت).
● قطرات مُسكّنة لتخفيف الألم (وفق وصف الطبيب).
● في الحالات الشديدة، قد تتطلب الحالة تدخّلًا جراحيًا مثل زراعة القرنية.
تحذير: تُعدّ قرحة القرنية من الحالات الطارئة في طب العيون، ويجب مراجعة الطبيب فورًا لتجنّب فقدان الرؤية.
في الختام، يُعدّ التهاب القزحية حالة عينية تتطلب وعيًا كاملًا ومتابعة دقيقة مع طبيب العيون لتجنّب أي مضاعفات قد تؤثر على الرؤية. فالتعرّف المبكر على الأعراض، وفهم الأسباب وعوامل الخطر، والالتزام بالعلاج الطبي المناسب؛ كلها خطوات أساسية للحفاظ على صحة العين وسلامتها. وتذكّر أن العناية بعينيك ليست رفاهية، بل استثمار في جودة حياتك ورؤيتك المستقبلية.
المصادر
- Rosenbaum JT. Uveitis: Etiology, Clinical Manifestations and Diagnosis. UpToDate. Accessed Aug. 22, 2016.
- Overview of Uveitis. Merck Manual Professional Version. View Source. Accessed Sept. 17, 2019.
- Iritis. American Association for Pediatric Ophthalmology and Strabismus. View Source. Accessed Aug. 22, 2016.
- What is Uveitis? American Academy of Ophthalmology. View Source. Accessed Sept. 17, 2019.
- AskMayoExpert. Uveitis. Mayo Clinic; 2019. View Arabic Version
للمزيد من الاستشارات الطبية يُمكنك التواصل مع أحد أطباء مركز السقّاف لطب العيون عبر موقع saggafeye.com.