fbpx

أول مركز طبي متخصص لجراحة اليوم الواحد

أول مركز طبي متخصص لجراحة اليوم الواحد

العشى الليلي: الأسباب والعلاجات المتاحة

العشى الليلي، المعروف طبيًا باسم التهاب الشبكية الصبغي، هو اضطراب بصري يصعب على الشخص رؤية الأشياء بوضوح في الضوء الخافت أو أثناء الليل. هذه الحالة تؤثر بشكل خاص على الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين، مما يؤدي إلى صعوبة التكيف مع الإضاءة المنخفضة. يُعد العشى الليلي من الحالات الوراثية التي قد تتطور بمرور الوقت وتؤثر على جودة الحياة اليومية، خاصة في الأنشطة التي تتطلب الرؤية الليلية مثل القيادة. في هذا المقال، سنناقش أسباب العشي الليلي، الأعراض الشائعة، والعلاجات المتاحة للتخفيف من تأثير هذه الحالة.

ما هو العشى الليلي؟

العشي الليلي هو حالة تجعل من الصعب على المصاب التكيف مع الضوء الخافت أو الظلام. يعود ذلك إلى تضرر الخلايا العصوية الموجودة في شبكية العين، وهي المسؤولة عن الرؤية الليلية والتمييز بين مستويات الإضاءة المختلفة. مع تقدم الحالة، قد يلاحظ الشخص ضعفًا متزايدًا في الرؤية الليلية، وقد يتطور الأمر ليشمل صعوبة في الرؤية حتى في الضوء العادي في المراحل المتقدمة.

العشى-الليلي قد يكون جزءًا من مرض وراثي شامل يُعرف بـ التهاب الشبكية الصبغي، وهو مرض تنكسي يؤثر على شبكية العين ويؤدي تدريجيًا إلى فقدان الرؤية المحيطية والليلية.

أسباب العشي الليلي

يمكن أن يكون للعشى الليلي عدة أسباب، تتراوح بين الوراثية والبيئية. تشمل أبرز الأسباب:

  1. التهاب الشبكية الصبغي

يُعد التهاب الشبكية الصبغي السبب الأكثر شيوعًا للعشى الليلي. هذه الحالة وراثية وتتسبب في تدهور تدريجي للخلايا العصوية في شبكية العين. الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض يفقدون القدرة على الرؤية الليلية أولاً، وقد تتطور الحالة لتؤثر على الرؤية المركزية والمحيطية.

  1. نقص فيتامين أ

فيتامين أ هو عنصر غذائي ضروري للحفاظ على صحة الشبكية ووظيفة الخلايا العصوية. نقص هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الرؤية الليلية. على الرغم من أن نقص فيتامين أ نادر في الدول المتقدمة، إلا أنه يمثل مشكلة صحية في بعض الدول النامية.

  1. إعتام عدسة العين (الساد)

في حالة إعتام عدسة العين، تصبح عدسة العين غائمة، مما يؤدي إلى ضعف الرؤية، خاصة في الظروف ذات الإضاءة الخافتة أو أثناء الليل. الأشخاص المصابون بالساد يعانون عادة من تدهور تدريجي في الرؤية الليلية.

  1. أمراض العيون الأخرى

بعض الأمراض الأخرى التي تؤثر على شبكية العين مثل السكري أو الجلوكوما قد تؤدي أيضًا إلى ضعف الرؤية الليلية. السكري يؤثر على الأوعية الدموية في العين، بينما الجلوكوما يضغط على العصب البصري، مما قد يؤثر على الرؤية في الضوء الخافت.

  1. التعرض للضوء الساطع

التعرض المفرط للضوء الساطع أو الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يضر خلايا الشبكية، مما يؤدي إلى ضعف الرؤية الليلية بمرور الوقت.

أعراض العشى الليلي

تتطور أعراض العشي الليلي تدريجيًا، وقد تختلف من شخص لآخر بناءً على السبب الرئيسي للحالة. من بين الأعراض الشائعة:

  • صعوبة في الرؤية في الضوء الخافت: قد يعاني الشخص من ضعف ملحوظ في الرؤية أثناء التنقل في الظلام أو في الأماكن ذات الإضاءة المنخفضة.
  • تأخر التكيف مع الإضاءة المنخفضة: قد يستغرق الشخص وقتًا أطول للتكيف مع الظلام بعد الانتقال من مكان مضاء.
  • فقدان الرؤية المحيطية: مع تقدم التهاب الشبكية الصبغي، قد يبدأ الشخص في فقدان الرؤية على الأطراف، مما يجعل الرؤية تقتصر على الرؤية المركزية فقط.
  • زيادة حساسية للوهج: قد يجد الشخص أن الوهج أو الضوء المباشر يسبب له إزعاجًا أكبر مما كان عليه في السابق.

تشخيص العشى الليلي

تشخيص العشى-الليلي يتطلب إجراء فحوصات دقيقة للعين لتحديد السبب الرئيسي. من بين الفحوصات التي قد يجريها طبيب العيون:

  1. اختبار حدة البصر

يقيس الطبيب مدى وضوح الرؤية، وقد يجري هذا الاختبار في ظروف إضاءة مختلفة لتحديد مدى تأثير العشى-الليلي على الرؤية.

  1. فحص الشبكية بالمصباح الشقي

يتم استخدام المصباح الشقي لفحص الأجزاء الأمامية والخلفية من العين، بما في ذلك الشبكية، للكشف عن أي علامات تدل على التهاب الشبكية الصبغي أو مشاكل أخرى.

  1. اختبار المجالات البصرية

هذا الاختبار يقيم مدى الرؤية المحيطية للشخص، وهي القدرة على رؤية الأشياء على جوانب الرؤية أثناء النظر إلى الأمام. يُستخدم هذا الاختبار لتحديد مدى تأثير التهاب الشبكية الصبغي على الرؤية.

  1. تصوير الشبكية

يمكن استخدام تقنيات التصوير مثل التصوير البصري المقطعي (OCT) للحصول على صور مفصلة عن شبكية العين، مما يساعد في تحديد مدى الضرر الحاصل على الخلايا العصوية.

  1. اختبارات وراثية

إذا كان هناك اشتباه في التهاب الشبكية الصبغي كسبب للعشى الليلي، قد يتم إجراء اختبارات وراثية لتحديد وجود الطفرات الجينية المرتبطة بهذا المرض.

العلاجات المتاحة للعشى الليلي

يعتمد علاج العشى الليلي على السبب الكامن وراء الحالة. بينما لا يوجد علاج شافٍ للحالات الوراثية مثل التهاب الشبكية الصبغي، هناك علاجات وإجراءات يمكن أن تساعد في التخفيف من الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

  1. علاج نقص فيتامين أ

إذا كان العشى الليلي ناتجًا عن نقص فيتامين أ، فإن تعويض الفيتامين يمكن أن يحسن الرؤية الليلية بشكل ملحوظ. يُنصح بتناول مكملات فيتامين أ أو زيادة تناول الأطعمة الغنية به مثل الجزر والبطاطا الحلوة والخضروات الورقية.

  1. جراحة الساد (إعتام عدسة العين)

في الحالات التي يكون فيها الساد هو السبب، يمكن أن تساعد جراحة إزالة العدسة الغائمة وزرع عدسة صناعية في استعادة الرؤية وتحسين الرؤية الليلية.

  1. استخدام النظارات والعدسات الخاصة

بالنسبة لبعض الحالات، قد تساعد النظارات الخاصة أو العدسات اللاصقة في تحسين القدرة على الرؤية في الضوء الخافت.

  1. العلاجات الجينية

لا تزال الأبحاث حول العلاج الجيني لعلاج التهاب الشبكية الصبغي والعشى الليلي مستمرة. هناك بعض التجارب السريرية التي تدرس كيفية تعديل الجينات المسؤولة عن هذه الحالات.

  1. الأجهزة البصرية المساعدة

تتوفر بعض الأجهزة البصرية مثل النظارات الليلية التي قد تساعد الأشخاص المصابين بالعشى الليلي على تحسين رؤيتهم في ظروف الإضاءة المنخفضة.

كيفية التعايش مع العشى الليلي

على الرغم من أن العشى الليلي يمكن أن يكون تحديًا في الحياة اليومية، إلا أن هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها للتعايش مع هذه الحالة:

  • الابتعاد عن القيادة ليلاً: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من العشى-الليلي بتجنب القيادة في الظلام لتجنب الحوادث.
  • استخدام الإضاءة الجيدة: في المنزل أو العمل، يفضل تحسين الإضاءة للمساعدة في الرؤية الواضحة وتجنب الأماكن ذات الإضاءة الخافتة.
  • استخدام الأدوات المساعدة: يمكن استخدام بعض الأدوات مثل مصابيح الجيب أو الأجهزة التي تعزز الإضاءة للمساعدة في التنقل أثناء الليل.

خاتمة

العشى الليلي هو حالة تؤثر على القدرة على الرؤية في الإضاءة المنخفضة، وقد يكون ناتجًا عن عدة عوامل مثل التهاب الشبكية الصبغي أو نقص فيتامين أ. على الرغم من أن العشى-الليلي قد يكون مزعجًا في الحياة اليومية، إلا أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يخفف من الأعراض ويحسن نوعية الحياة. إذا كنت تشعر بصعوبة في الرؤية الليلية، يُنصح بزيارة طبيب العيون لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد العلاج المناسب.

 

المصادر:

  1. المكتبة الوطنية الأمريكية للطب (PubMed): https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov
  2. الأكاديمية الأمريكية لطب العيون (AAO): https://www.aao.org
  3. الجمعية الأوروبية لبحوث الرؤية وطب العيون (ARVO): https://www.arvo.org
  4. مجلة طب العيون البريطانية (British Journal of Ophthalmology): https://bjo.bmj.com