fbpx

أول مركز طبي متخصص لجراحة اليوم الواحد

أول مركز طبي متخصص لجراحة اليوم الواحد

ورم جذيعات الشبكية: التشخيص والعلاج

ورم جذيعات الشبكية (الريتينوبلاستوما)، أسبابه الوراثية وغير الوراثية، وأحدث طرق التشخيص والعلاج للحفاظ على البصر وحياة الطفل

ورم جذيعات الشبكية: التشخيص والعلاج

ورم جذيعات الشبكية، المعروف أيضًا باسم الريتينوبلاستوما (Retinoblastoma)، هو نوع نادر من السرطان الذي يصيب شبكية العين، الطبقة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين. هذا الورم يُعد أكثر شيوعًا لدى الأطفال الصغار، وعادة ما يتم تشخيصه قبل سن الخامسة. يُعد الكشف المبكر والعلاج السريع أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على البصر ولإنقاذ حياة المريض. في هذا المقال، سنناقش أسباب ورم جذيعات الشبكية، أعراضه، وطرق التشخيص والعلاج المتاحة.


ما هو ورم جذيعات الشبكية؟

ورم جذيعات الشبكية هو سرطان يبدأ في خلايا الشبكية، وهي الخلايا العصبية الحساسة للضوء التي ترسل إشارات إلى الدماغ لترجمة الصور. ينشأ الورم عندما يحدث طفرة جينية تؤدي إلى نمو غير طبيعي للخلايا. يمكن أن يحدث الورم في عين واحدة أو كلتا العينين، وفي بعض الحالات، قد يكون وراثيًا أو غير وراثي.

في معظم الأحيان، يُكتشف هذا الورم أثناء الطفولة المبكرة، وقد تظهر الأعراض بشكل تدريجي. بفضل التقدم الطبي، يمكن علاج غالبية حالات ورم جذيعات الشبكية بنجاح إذا تم التشخيص والعلاج في الوقت المناسب.


أسباب ورم جذيعات الشبكية

ورم جذيعات الشبكية يحدث نتيجة طفرة جينية تؤثر على نمو الخلايا في شبكية العين. هناك نوعان رئيسيان من ورم جذيعات الشبكية بناءً على السبب:

1. وراثي (وراثي)

حوالي 40% من حالات ورم جذيعات الشبكية هي وراثية. في هذه الحالة، يولد الطفل مع طفرة جينية في الجين RB1، وهو الجين الذي يساعد في التحكم في نمو الخلايا. الأشخاص الذين لديهم نسخة واحدة معطوبة من هذا الجين يكونون عرضة لتطوير الورم، وقد يحدث الورم في عين واحدة أو كلتا العينين.

2. غير وراثي (عفوي)

الـ 60% الأخرى من الحالات هي غير وراثية وتحدث نتيجة لطفرة عفوية في خلايا الشبكية. في هذه الحالات، يظهر الورم عادةً في عين واحدة فقط ولا ينتقل عبر العائلة.


أعراض ورم جذيعات الشبكية

قد لا تكون الأعراض واضحة في المراحل المبكرة من ورم جذيعات الشبكية، ولهذا فإن الفحص المبكر مهم جدًا. تشمل الأعراض التي قد تشير إلى وجود ورم جذيعات الشبكيه:

1. الانعكاس الأبيض في العين (Leukocoria)

يعتبر هذا العرض من الأعراض الأكثر شيوعًا، حيث يظهر انعكاس أبيض في بؤبؤ العين بدلًا من اللون الأحمر الطبيعي الذي يظهر في الضوء الساطع أو الفلاش. يمكن أن يكون هذا الانعكاس مؤشرًا على وجود الورم.

2. الحول

يمكن أن يظهر الحول، وهو انحراف العين أو عدم التناسق في محاذاة العينين. يحدث هذا عندما يؤثر الورم على حركة العين أو الرؤية، مما يجعل العين تبدو غير متساوية.

3. ضعف الرؤية

مع تطور الورم، قد يلاحظ الآباء أن الطفل يعاني من ضعف في الرؤية، حيث قد يتجنب الطفل النظر إلى الأشياء أو قد يميل إلى إغلاق عينه المصابة.

4. احمرار وتورم العين

في بعض الحالات المتقدمة، قد يعاني الطفل من احمرار أو تورم في العين المصابة نتيجة للورم.


تشخيص ورم جذيعات الشبكية

تشخيص ورم جذيعات الشبكية يتم من خلال عدة فحوصات طبية تتيح للطبيب تحديد مدى انتشار الورم وحجمه:

1. فحص العين بتوسيع الحدقة

يتم وضع قطرات في عين الطفل لتوسيع الحدقة، مما يسمح لطبيب العيون بفحص الشبكية باستخدام أدوات خاصة مثل المصباح الشقي. يساعد هذا الفحص على رؤية الورم بوضوح وتقييم حجمه وموقعه.

2. التصوير بالأشعة فوق الصوتية (Ultrasound)

يمكن استخدام الأشعة فوق الصوتية لإنشاء صور لشبكية العين والأنسجة المحيطة بها. يُعتبر هذا الفحص مفيدًا لتحديد حجم الورم وامتداده.

3. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يستخدم الرنين المغناطيسي لتقييم مدى انتشار الورم إلى الأنسجة المحيطة أو الدماغ. هذا الفحص يساعد على تحديد ما إذا كان الورم قد انتشر إلى مناطق أخرى من العين أو خارجها.

4. الفحص الجيني

في حالة الشك في أن الورم قد يكون وراثيًا، قد يُطلب إجراء اختبار جيني لتحديد ما إذا كان هناك طفرة في الجين RB1. يساعد هذا الفحص في تحديد خطر الإصابة المستقبلية لدى أفراد العائلة.


علاج ورم جذيعات الشبكية

يعتمد علاج ورم جذيعات الشبكية على عدة عوامل، بما في ذلك حجم الورم، موقعه، ومدى انتشاره. يشمل العلاج غالبًا مزيجًا من الأساليب التالية:

1. العلاج بالليزر (التخثير الضوئي)

في المراحل المبكرة، قد يُستخدم الليزر لتدمير الأوعية الدموية التي تغذي الورم. يساعد العلاج بالليزر في منع نمو الورم وتدميره تدريجيًا دون الحاجة إلى تدخل جراحي كبير.

2. العلاج بالتبريد (التثبيت بالتبريد)

يستخدم العلاج بالتبريد لتجميد وتدمير خلايا الورم. هذه الطريقة فعالة أيضًا في الحالات الصغيرة والمبكرة من الورم وتُعتبر إجراءً غير مؤلم نسبيًا.

3. العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي عند وجود أورام أكبر أو في حال كان الورم في مرحلة متقدمة. يتم توجيه حزمة من الأشعة إلى العين المصابة لتقليص حجم الورم وتدمير خلاياه. يمكن أن يكون العلاج الإشعاعي خارجيًا أو داخليًا (وضع مصدر إشعاعي داخل العين).

4. العلاج الكيميائي

في الحالات الأكثر تعقيدًا، يُستخدم العلاج الكيميائي لتقليص حجم الورم قبل تطبيق علاجات أخرى مثل الجراحة أو الليزر. كما يُستخدم في الحالات التي تنتشر فيها الخلايا السرطانية خارج العين.

5. الجراحة

في الحالات الشديدة التي لا يمكن فيها الحفاظ على العين المصابة، قد يكون من الضروري إزالة العين بالكامل (استئصال العين) للحفاظ على حياة الطفل ومنع انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.

6. العلاج الجيني والعلاجات الموجهة

البحث في العلاج الجيني والعلاجات الموجهة للخلايا السرطانية مستمر، وقد توفر هذه العلاجات المستقبلية فرصًا جديدة لعلاج الورم بطرق أكثر فعالية وأقل توغلًا.


التوقعات المستقبلية والوقاية

بفضل التقدم الطبي، فإن التوقعات بالنسبة لمعظم الأطفال الذين يتم تشخيصهم مبكرًا وعلاجهم من ورم جذيعات الشبكيه تكون جيدة جدًا. يمكن لمعظم الأطفال الحفاظ على رؤيتهم في عين واحدة على الأقل. ومع ذلك، في الحالات الوراثية، قد يكون هناك خطر للإصابة بورم جذيعات الشبكية في العين الأخرى أو تطور سرطانات أخرى في المستقبل.

من الضروري أن يتم إجراء الفحوصات الدورية للأطفال المعرضين للخطر، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض. الفحص المبكر هو أفضل وسيلة للكشف عن الورم في مراحله الأولى وتجنب المضاعفات.


خاتمة

ورم جذيعات الشبكيه هو نوع نادر من السرطان الذي يصيب الأطفال في سن مبكرة. يمكن أن يكون الكشف المبكر والتدخل السريع مفتاح الحفاظ على الرؤية وحياة الطفل. تتوفر عدة خيارات علاجية تعتمد على حجم وموقع الورم، وتختلف بين العلاج بالليزر والعلاج الإشعاعي إلى العلاج الكيميائي والجراحة في الحالات المتقدمة. إذا تم التشخيص مبكرًا، يمكن أن تكون التوقعات جيدة جدًا بالنسبة لمعظم المرضى.


المصادر:

  1. المكتبة الوطنية الأمريكية للطب (PubMed): https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov
  2. الأكاديمية الأمريكية لطب العيون (AAO): https://www.aao.org
  3. الجمعية الأوروبية لبحوث الرؤية وطب العيون (ARVO): https://www.arvo.org
  4. مجلة طب العيون البريطانية (British Journal of Ophthalmology): https://bjo.bmj.com
  5. منظمة الصحة العالمية (WHO): https://www.who.int